أخر الأخبار

السبت، 13 أغسطس 2016

الخليج لن يكون صالحا للحياة نهاية القرن الحالي

الخليج لن يكون صالحا للحياة نهاية القرن الحالي

بسبب التأثيرات السلبية لموجة الحر التي تجتاح الخليج والعالم العربي



قرع علماء مناخ دوليون ناقوس الخطر في ما يتعلق بالتأثيرات السلبية لموجة الحر التي تجتاح الخليج والعالم العربي، واعلنوا ان “الموجات الحارة في أجزاء من الخليج يمكن أن تهدد حياة الإنسان في أواخر هذا القرن، وتجعل المنطقة غير صالحة للحياة”، وهم خلصوا الى ذلك في دراسة نشرتها صحيفة “نيتشر كليمنت تشيرج” في أكتوبرالماضي لكن كما هي العادة لم يأخذها المسؤولون بعين الاعتبار.





فدرجات الحرارة القياسية هذا الصيف تحرق البلدان العربية كافة ويحذر خبراء المناخ من أن تصبح تلك الموجة نذيراً بما هو أسوأ، فيما لا تزال المسألة بعيدة عن المعالجات الجدية اقله في الكويت، اذ يتوقع مسؤولو الأمم المتحدة وعلماء الطقس أن تواجه شعوب الإقليم المتنامية خلال العقود المقبلة ندرة شديدة في المياه وارتفاعاً هائلاً في درجات الحرارة يصعب معه بقاء الإنسان على قيد الحياة وتبعات أخرى ناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، وفقا لما نشرته صحيفة “سيدني مورنيغ هيرالد” الأسترالية.
وقال مستشار المكتب الإقليمي للبدان العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي عادل عبداللطيف:” في حالة حدوث ذلك، على الأرجح أن تنشأ المزيد من النزاعات وأزمات اللاجئين بسبب ندرة المياه والتغير المناخي يؤثر بالفعل تأثيراً سلبياً في الوقت الحالي بل أنه أحد أكبر التحديات التي يواجهها هذا الإقليم”.
قد واجهت البلدان العربية بالفعل فصول صيف أكثر دفئاً خلال السنوات الأخيرة، لكن العام الحالي يعد الأشد قسوة، إذ شهدت أجزاء من الإمارات العربية المتحدة وإيران درجات حرارة تجاوزت 60 درجة مئوية خلال يوليو الماضي، بينما بلغت درجة الحرارة القصوى في جدة بالمملكة العربية السعودية نحو 52 درجة، وسرعان ما ارتفعت حرارة منطقة جنوب المغرب ذات المناخ الأكثر برودة لتتراوح بين 43 و47 درجة.
الاكثر من ذلك ان درجات الحرارة في الكويت والعراق اذهلت المراقبين، ففي 22 يوليو الماضي، ارتفعت حرارة الزئبق إلى 54 درجة بمدينة البصرة جنوبي العراق، وقبل ذلك بيوم واحد، بلغت 54 درجة بمنطقة مطربة بالكويت. وإذا ما أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تلك البيانات، تكون هاتان المدينتان قد سجّلتا أعلى درجات حرارة في نصف الكرة الأرضية الشرقية على الإطلاق.
لم تنته الأنباء السيئة بعد، فمن المتوقع أن تتواصل الموجة الحارة في الكويت خلال الاسبوع الجاري لتصل الى 54 درجة.
ووفقا لكل المؤشرات فان العام الحالي سيكون الاكثر سخونة منذ بدء تدوين درجات الحرارة في العام 1880 مع ارتفاع قياسي في الدرجات سجل خلال الاشهر الماضية في العالم.
والكويت التي تشهد صيفا حارا جدا هذه السنة لن يكون ما تبقى من هذا الفصل ابرد مما مضى، فقد توقع رئيس قسم التنبؤات الزراعية والهيدرولوجية بادارة الارصاد الجوية عبدالعزيز القراوي، امس، ارتفاعا في درجات الحرارة العظمى بدءا من اليوم ولايام عدة تتجاوز فيه حاجز الـ50 درجة مئوية.
وقال القراوي :”ان درجات حرارة العظمى في الايام المقبلة بين 48 و 53 درجة مئوية، فيما ليلا يكون الطقس حارا نسبيا مع درجات حرارة الصغرى تتراوح بين 33 و36 درجة مئوية”.
هذا الارتفاع غير المسبوق في درجة سخونة الجو رده مدير معهد “غودارد” لدراسات الفضاء التابع لـ”ناسا” عالم المناخ الاميركي غافين شميت الى ظاهرة الاحتباس الحراري، وقال:”لا يمكن إيقافها حتى لو انخفضت انبعاثات الكربون إلى الصفر”.
من الملفت للنظر رغم التهديد المناخي الكبير الذي بدأ الكوكب يواجهه ان الانماط التي تسببت في تدمير البيئة ما تزال تفرض ذاتها على السلوك البشري، خصوصا في المناطق الصحراوية المشابهة للكويت حيث تنخفض نسبة الاشجار الى ما دون المعدلات المطلوبة فيما يزداد الاتكال اكثر على تكنولوجيا التهوئة والتبريد التي تساهم بارتفاع درجات الحرارة، اضافة الى المواد المستخدمة في تعبيد الطرق والسيارات الباعثة لمزيد من ثاني اوكسيد الكربون.
إلى ذلك تنبأ الباحثون في معهد”ماكس بلانك” الالماني ومعهد قبرص في نيقوسيا اخيرا بمصير مظلم مماثل للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو إقليم شاسع المساحة يقطنه نحو نصف مليار نسمة في الوقت الحالي.
وقالت خبيرة قضايا المياه بالشرق الأوسط فرانسيسكا ديشاتل:”أن حكومات الإقليم غير مستعدة بعامة حالياً للتعامل مع تلك الشعوب المتنامية والتحولات المناخية، فقد أخفقت تلك الحكومات على مدار سنوات في معالجة تلك المشكلات بالصورة الملائمة رغم تحذيرات خبراء المناخ والوكالات التابعة للأمم المتحدة، وربما فات أوان ذلك الآن”.
وتتوقع الأمم المتحدة أن يصل تعداد سكان 22 دولة عربية،البالغ حالياً 400 مليون نسمة، إلى نحو 600 مليون بحلول العام 2050. وسيؤدي ذلك إلى فرض ضغوط هائلة على البلدان التي يتنبأ علماء المناخ بانخفاض معدلات سقوط الأمطار بها وازدياد ملوحة المياه الجوفية نتيجة ارتفاع منسوب سطح البحر.
وتواجه معظم بلدان الإقليم بالفعل أزمات مائية حادة جراء المناخ الجاف وتزايد الاستهلاك والممارسات الزراعية غير المفيدة. وقالت ديشاتل: “البلدان بالإقليم غير مستعدة للتكيف مع آثار تغير المناخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق