تنزانيا
متضررون يتهمون الحكومة بإحراق مساكنهم لإفساح المجال أمام أثرياء أجانب يمارسون الصيد.
وطردت عناصر من قوات الأمن التنزانية أسرة "روتيكين"، وأسراً أخرى، من أراضيها ومراعيها، في إطار سياسة تقول الحكومة إنها تهدف إلى حماية منطقة "لوليوندو"، الواقعة بجوار حديقة "سيرنجيتي" الوطنية شمالي تنزانيا (شرقي إفريقيا).
وتسعى الحكومة إلى إجبار الرعاة من قبيلة "الماساي"، التي تقطن المنطقة، على الخروج من هذه الأرضي، للحفاظ على إمدادات المياه والموارد اللازمة لتلك المنطقة البرية، التي تجتذب أثرياء أجانب، حيث يمارسون أنشطة الصيد.
** "الألعاب البرية"
وطبقا لشركة "أورتيلو بيزنس كوربوراتيون"، ومقرها إمارة دبي، والتي حصلت عام 1992 على حقوق الصيد الحصرية في ممر الصيادين البري، البالغ مساحته 1500 كيلومتر مربع، فإن المستوطنات البشرية ونشاط رعي الماشية تسببا في تقليل عدد أنشطة الصيد، المسماة "الألعاب البرية".
وأفاد تقرير للشركة، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، أن "الوضع تفاقم بسبب تأثير تغير المناخ، الذي شهد تجفيف الموارد المائية، وتناقص النباتات والحيوانات في مناطق شبه قاحلة".
وتسبب وصول شركة "أورتيلو" في طرد قبيلة "الماساي"، التي اعتادت، على مدى قرون طويلة، على استخدام تلك المنطقة من أراضيها في الرعي، خلال موسم الجفاف.
وقال "روتيكين" (39 عاماً)، للأناضول،: "لقد جاءوا إلى هنا وبدأوا يحرقون أكواخنا، وكان علينا الفرار لإنقاذ حياتنا".
هذا الراعي هو من بين العديد من أبناء قبيلة "الماساي"، فى منطقة نجورونجورو (شمال)، الذين لا يملكون مأوى، بعد أن دُمرت منازلهم، لحماية ممر الصيادين الذي أقامته شركة "أورتيلو".
وأضاف "روتيكين": "كنت أحتفظ بالطعام والعديد من رؤوس الماشية في المنزل، وكلها دُمرت".
** إحراق المنازل
الحكومة من جانبها أعلنت، فى بيان الأسبوع الماضى، أن "جميع المستوطنات التى سيتم العثور عليها فى المناطق المحمية ستحرق، وأي شخص يوجد هناك مع مواشيه ستتم محاكمته".
وشدد البيان الحكومي على أنه سيتم طرد رعاة "الماساي"، الذين يقيمون على بعد 5 كيلومترات من المنطقة.
واتهمت قبيلة "الماساي" الحكومة باستخدام مسألة حماية الحياة البرية "ذريعة" لطردهم من أراضي أجدادهم، من أجل "بيزنس ألعاب الصيد البرية".
وقال "روتيكين": "لقد عشنا هنا كل حياتنا.. لم يعرف أطفالي أي منزل آخر غير هذا المنزل".
وخلال الحملة الحكومية، التي استمرت عشرة أيام وانتهت الثلاثاء الماضي، أصبح عدد كبير من مساكن "الماساي" مجرد رماد.
وقال "إيمانويل سيولولو"، وهو من "الماساي" في قرية "أولولوسوكوان"، للأناضول،: "لقد فقدت سبل العيش؛ فلا أستطيع رعي أبقاري فى أى مكان".
** 30 ألف متضرر
ويقول نشطاء إن طرد الرعاة، الذين يعتمدون على رعي مواشيهم في أماكن مختلفة بتلك المنطقة مع اختلاف المواسم، من المحتمل أن يؤثر سلباً على سبل عيش أكثر من 30 ألف شخص.
وقالت "سوزانا نوردلوند"، وهي ناشطة سويدية مدافعة عن حقوق الإنسان، إن "الحكومة التنزانية يجب أن توقف فوراً هذه العمليات غير القانونية، وتعوض السكان عن الخسائر في الممتلكات والأضرار النفسية، والسماح لهم بالرعي العاجل فى حديقة سيرينجيتى الوطنية، وتوفير الغذاء والمأوى للمتضررين".
ووفق يانيك ندوينيو"، وهو عضو مجلس إدارة "أولولوسوكوان للحياة البرية"، الذي يدافع عن حقوق الرعاة، فإنه "تم إحراق حوالى 300 مسكن؛ ما شرد حوالي ألفي شخص".
واتهم "ندوينيو" سلطات المنطقة بـ"غزو أراضي القرية بصورة غير قانونية، وتدمير الممتلكات".
وشدد على أنه "يتعين على الحكومة مراقبة سيادة القانون واحترام أرضي القرية.. في الواقع، عليهم تقديم اعتذار وتعويضات عن الخسائر التي تكبدوها (الرعاة)".
ونفى مفوض منطقة "نجورونجورو"، "راشد مفومى تاكا"، أن تكون الشرطة قد أصدرت أوامر بحرق مساكن "الماساي".
ومضى "تاكا" قائلاً، في اتصال مع الأناضول،: "لا أعرف ما يجري هناك.. كل ما أعرفه هو أن هؤلاء القرويين جرى إبلاغهم بعملية إزالة الماشية من مواقع المحمية".
ولم ترد شركة "أورتيلو" على طلب من وكالة الأناضول للتعليق على الأمر.
متضررون يتهمون الحكومة بإحراق مساكنهم لإفساح المجال أمام أثرياء أجانب يمارسون الصيد.
دار السلام/ كيزيتو ماكوي/ الأناضول
يعيش "سيمات روتيكين" وأسرته تحت شجرة في العراء، بعد إحراق الكوخ الذي كانوا يعيشون به، ضمن برنامج حكومي لحماية ممر للحياة البرية، يستهوي أثرياء أجانب لممارسة أنشطة صيد يطلق عليها "الألعاب البرية".
يعيش "سيمات روتيكين" وأسرته تحت شجرة في العراء، بعد إحراق الكوخ الذي كانوا يعيشون به، ضمن برنامج حكومي لحماية ممر للحياة البرية، يستهوي أثرياء أجانب لممارسة أنشطة صيد يطلق عليها "الألعاب البرية".
وطردت عناصر من قوات الأمن التنزانية أسرة "روتيكين"، وأسراً أخرى، من أراضيها ومراعيها، في إطار سياسة تقول الحكومة إنها تهدف إلى حماية منطقة "لوليوندو"، الواقعة بجوار حديقة "سيرنجيتي" الوطنية شمالي تنزانيا (شرقي إفريقيا).
وتسعى الحكومة إلى إجبار الرعاة من قبيلة "الماساي"، التي تقطن المنطقة، على الخروج من هذه الأرضي، للحفاظ على إمدادات المياه والموارد اللازمة لتلك المنطقة البرية، التي تجتذب أثرياء أجانب، حيث يمارسون أنشطة الصيد.
** "الألعاب البرية"
وطبقا لشركة "أورتيلو بيزنس كوربوراتيون"، ومقرها إمارة دبي، والتي حصلت عام 1992 على حقوق الصيد الحصرية في ممر الصيادين البري، البالغ مساحته 1500 كيلومتر مربع، فإن المستوطنات البشرية ونشاط رعي الماشية تسببا في تقليل عدد أنشطة الصيد، المسماة "الألعاب البرية".
وأفاد تقرير للشركة، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، أن "الوضع تفاقم بسبب تأثير تغير المناخ، الذي شهد تجفيف الموارد المائية، وتناقص النباتات والحيوانات في مناطق شبه قاحلة".
وتسبب وصول شركة "أورتيلو" في طرد قبيلة "الماساي"، التي اعتادت، على مدى قرون طويلة، على استخدام تلك المنطقة من أراضيها في الرعي، خلال موسم الجفاف.
وقال "روتيكين" (39 عاماً)، للأناضول،: "لقد جاءوا إلى هنا وبدأوا يحرقون أكواخنا، وكان علينا الفرار لإنقاذ حياتنا".
هذا الراعي هو من بين العديد من أبناء قبيلة "الماساي"، فى منطقة نجورونجورو (شمال)، الذين لا يملكون مأوى، بعد أن دُمرت منازلهم، لحماية ممر الصيادين الذي أقامته شركة "أورتيلو".
وأضاف "روتيكين": "كنت أحتفظ بالطعام والعديد من رؤوس الماشية في المنزل، وكلها دُمرت".
** إحراق المنازل
الحكومة من جانبها أعلنت، فى بيان الأسبوع الماضى، أن "جميع المستوطنات التى سيتم العثور عليها فى المناطق المحمية ستحرق، وأي شخص يوجد هناك مع مواشيه ستتم محاكمته".
وشدد البيان الحكومي على أنه سيتم طرد رعاة "الماساي"، الذين يقيمون على بعد 5 كيلومترات من المنطقة.
واتهمت قبيلة "الماساي" الحكومة باستخدام مسألة حماية الحياة البرية "ذريعة" لطردهم من أراضي أجدادهم، من أجل "بيزنس ألعاب الصيد البرية".
وقال "روتيكين": "لقد عشنا هنا كل حياتنا.. لم يعرف أطفالي أي منزل آخر غير هذا المنزل".
وخلال الحملة الحكومية، التي استمرت عشرة أيام وانتهت الثلاثاء الماضي، أصبح عدد كبير من مساكن "الماساي" مجرد رماد.
وقال "إيمانويل سيولولو"، وهو من "الماساي" في قرية "أولولوسوكوان"، للأناضول،: "لقد فقدت سبل العيش؛ فلا أستطيع رعي أبقاري فى أى مكان".
** 30 ألف متضرر
ويقول نشطاء إن طرد الرعاة، الذين يعتمدون على رعي مواشيهم في أماكن مختلفة بتلك المنطقة مع اختلاف المواسم، من المحتمل أن يؤثر سلباً على سبل عيش أكثر من 30 ألف شخص.
وقالت "سوزانا نوردلوند"، وهي ناشطة سويدية مدافعة عن حقوق الإنسان، إن "الحكومة التنزانية يجب أن توقف فوراً هذه العمليات غير القانونية، وتعوض السكان عن الخسائر في الممتلكات والأضرار النفسية، والسماح لهم بالرعي العاجل فى حديقة سيرينجيتى الوطنية، وتوفير الغذاء والمأوى للمتضررين".
ووفق يانيك ندوينيو"، وهو عضو مجلس إدارة "أولولوسوكوان للحياة البرية"، الذي يدافع عن حقوق الرعاة، فإنه "تم إحراق حوالى 300 مسكن؛ ما شرد حوالي ألفي شخص".
واتهم "ندوينيو" سلطات المنطقة بـ"غزو أراضي القرية بصورة غير قانونية، وتدمير الممتلكات".
وشدد على أنه "يتعين على الحكومة مراقبة سيادة القانون واحترام أرضي القرية.. في الواقع، عليهم تقديم اعتذار وتعويضات عن الخسائر التي تكبدوها (الرعاة)".
ونفى مفوض منطقة "نجورونجورو"، "راشد مفومى تاكا"، أن تكون الشرطة قد أصدرت أوامر بحرق مساكن "الماساي".
ومضى "تاكا" قائلاً، في اتصال مع الأناضول،: "لا أعرف ما يجري هناك.. كل ما أعرفه هو أن هؤلاء القرويين جرى إبلاغهم بعملية إزالة الماشية من مواقع المحمية".
ولم ترد شركة "أورتيلو" على طلب من وكالة الأناضول للتعليق على الأمر.
وكالة الاناضول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق