أخر الأخبار

الاثنين، 1 مايو 2017

انشطة اجتماعية, / البروفيسور حسن إليك، عضو الهيئة التدريسية بكلية الشريعة في جامعة مرمرة في إسطنبول، متحدثا في مقابلة مع الاناضول

بروفيسور تركي: حرمان الفرد من احتياجاته مصدر العنف وليس الدين

البروفيسور حسن إليك، عضو الهيئة التدريسية بكلية الشريعة في جامعة مرمرة في إسطنبول، متحدثا في مقابلة مع الاناضول


إسطنبول/ أورهان غوفل/ الأناضول
الأناضول2017/5/1

استبعد البروفيسور حسن إليك، عضو الهيئة التدريسية بكلية الشريعة في جامعة مرمرة في إسطنبول(حكومية)، أن يكون الدين مصدرا للعنف، مشيرا إلى أن حرمان الفرد من احتياجاته المادية والمعنوية يدفعه لذلك.


وفي حوار أجرته "الأناضول" مع إليك في إسطنبول، قال "إن مصدر العنف هو تجاهل تلبية المتطلبات النفسية والاجتماعية في المجتمع، وإن الأفراد والمجتمعات التي لا تأخذ حصتها من تلك المتطلبات وغيرها، تشكل بيئة خصبة للعنف".
ولفت إلى أن هناك مجموعة من الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي قد تكون مصدرا للعنف، قائلا "فالفرد بالقدر الذي تلبى فيه احتياجاته ويلقى قبولا داخل المجتمع، وبالقدر الذي يشعر فيه برضا مادي ومعنوي، فإنه يكون مفيدا للمجتمع".
وأضاف "فتوجه الفرد للعنف يكون بسبب حرمانه من الاحتياجات المادية والمعنوية، فمصدر العنف ليس الدين بالتأكيد".
وقال أيضا: "حرمان فرد أو مجتمع من حاجاته الأساسية تجعلهم خارج القيود، مما يفتح الأبواب لمجموعة من السلبيات"، مدللا على ذلك بالقرآن الكريم، حيث يرى أن القرآن يعرض النعم وبعدها الواجبات والفروض.
"إليك" مضى في تناوله الموضوع في القرآن الكريم بقوله "في يومنا هذا لا تتم مقاربة الأمور بهذه الطريقة، ودون جعل الأجواء ملائمة ينتظر من الفرد أن يكون صالحا ويقدم شيئا للمجتمع، ومقاربة عقابه بالنسبة لتصرفاته المخلة هو أولوية، وعند ارتكاب ذنب ما فإنه لا يتم التعمق في خلفياته".
واستدرك بالقول "يجب بداية توفير الظروف والاحتياجات الاساسية للفرد، وبعد ذلك يجب انتظار المتطلبات وأداء الواجبات منه، فالله عز وجل يخلق الإنسان، ويمنحه نعمة العقل، وبعد أن يستعرض أمامه كل النعم يجعله مُلزما، ولهذا اعتقد أنه يجب البدء من هنا، بمعنى الانطلاق من دَين المجتمع على الفرد، لكي يصبح بالإمكان انتظار والأخذ من الفرد ما هو مطلوب".
وحول الدوافع التي تؤدي للعنف في تحليله من الزاوية الدينية، أفاد البروفيسور أن ذلك يعود إلى سببين أساسيين "الأول هو التعامل مع الآيات القرآنية التي نزلت على المسلمين المخاطبين فترة النزول، وكأنها جاءت لهم بشكل مباشر في يومنا هذا، مثل قوله تعالى (واقتلوهم حيث ثقفتموهم) حيث يتم التعامل من قبل بعض الأفراد على أنه أمر إلهي عليهم تنفيذه،
وهذا المفهوم تتعاطى معه بعض التنظيمات الهادمة، لتخل براحة العالم".
وأردف "وإذا ما تعمقنا بخلفية هذه الآيات ولمن نزلت، وما هو سياقها، ولماذا وبأي وقت نزلت؟، ندرك أنها نزلت في إشارة إلى الاتفاق بين المسلمين ومشركي مكة في صلح الحديبية، وهو اتفاق صلح، فلن يهاجم الطرفان بعضهما البعض، ولكن مشركي مكة ينقضون الاتفاق، وفوقها يهاجمون المسلمين، ولهذا يقول القرآن بما معناه أن هؤلاء بدأوا الحرب والهجوم عليكم،
فيحق لكم الدفاع عن أنفسكم، واليوم التعامل مع هذا على انه قتل من هم ليسوا من دينكم، تجعل العالم بخطر كبير".
وذكّر بأن هذا الأمر "يقع فيه مسؤلوية كبيرة على العلماء في ميدان العلوم الإسلامية، حيث عليهم العمل الجاد لتوضيح الأمور، فمثلا هناك نحو 300 ترجمة للقرآن في تركيا، وبعض تلك الترجمات أو التفسيرات تقول اقتلوهم حيث تمسكوهم أو تدركوهم دون توضيح السياق، فهذه الترجمات بحاجة لخلفيتها لتصبح دقيقة".
أما النقطة الثانية، بحسب إليك، "تتعلق بما تواتر من المجتمعات الإسلامية منذ 15 قرنا وقبولها، والعمل على اتباع ما ورثناه من تلك المجتمعات، واعتبار أن جميع الأفكار التي وردت صالحة، وهذا أمر غير صحيح، لأن كل مجتمع يستفيد من القرآن والسنة لإنتاج حلول لمشاكله حسب وضعه الخاص، وهي بالنسبة لنا بمرتبة تجربة منفردة".
وحول كتابه عن تفسير القرآن في ضوء الفترة التي نزل بها، أوضح البروفيسور "اليوم الإنسان غير قادر على قراءة عشرات مجلدات التفسير، فهناك نحو 300 ترجمة لفظية بتركيا للقرآن قدّمت خدمات جيدة في الواقع، ولكن ولا ترجمة تحمل تفسيرا نهائيا، والتفسيرات عموما كذلك، وإن كان لنا دين بالشكر لمن قام بها، لكن عموما التفسيرات المذكورة
هي ترجمة للكلمات، وهي على شكل نقل من العربية إلى التركية".
وأضاف "لم يكن هناك وقوف كبير على المعاني، ومن هناك بدأ عملنا، فمعنى فترة النزول هي تشير إلى نشوئها من حياة معينة، وفي الواقع نحاول أن نعيش القرآن وكأنه نزل في حياتنا الراهنة، فيتم التعاطي مع الآيات التي تارة نزلت للمؤمنين وتارة للكافرين، على أنها تخاطبنا بشكل مباشر،
وابن عباس(الصحابي عبد الله بن عباس بن عبد المطلب والملقب بترجمان القرآن) يقول بأن طريق فهم القرآن يكون بأنه علاوة على الدخول بمضمون النص، هو بمعرفة سياقه".
وشدّد على أن "القرآن عندما تم نزوله فإن معناه في ذلك الزمن اكتمل، فنحن لا يمكن أن نتصرف بالنص القرآني أو اللعب به كما نشاء، ولا يمكن حل المشاكل الحديثة عبر هذا النص، ولكن عبر تحليل فترة النزول يمكن إيجاد الحل بالتأويل غير المباشر، فهذا أمر صحي أكثر، واليوم موضوع كيفية قراءة القرآن الكريم وكيفية فهمه يحتل أهمية كبيرة".
إليك تطرق أيضا إلى أن "القرآن يركز على موضوع السلام، والتوجه للقوة يكون بهدف الدفاع، فلا توجد أي آية تحض على البدء بقتال من هم من معتقدات أخرى أو السماح باستخدام العنف، ولكن بعض الحركات الناشئة وفق محاور معينة وبأوضاع مختلفة، تشير لبعض الآيات من أجل ممارسة العنف، فيجب مراجعة بعض مناهج التعليم الديني، وأخذ الحياة المعاشة وظروفها أساساً".
ونبه البروفيسور إلى موضوع استغلال الدين، موضحا بالقول "لقطع الطريق على ذلك يجب البدء بمعرفة الله، حيث أن فلسفة القرآن تقوم على أن الله هو من خلقك، وأن الناس على نفس القرب منه وما يمايز بينهم هو العمل، وإدراك ذلك يمنع استغلال البعض للدين وتصوير أفكار خاطئة".
وشدد على أهمية حرية الرأي والفكر، فالفكر "يعني التنوع، وكل الناس إن تكلموا في نفس الأمر فلن يكون هناك فكر، ولو لم يوجد الإمام أبو حنيفة(النعمان) وبقية العلماء والأئمة لكانت حياتنا الدينية فقيرة، ومن المؤسف أن بعض الناس تقبّلهم للأفكار الجديدة قليل".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق