أخر الأخبار

الثلاثاء، 16 مايو 2017

انشطة نقابية / إكراهات العمل التطوعي داخل النقابة

في افق انعقاد المؤثمر الوطني السابع للنقابة الوطنية للتجار و المهنيين خريف 2017

و لانجاح هده المحطة تساهم قناة النقابة الوطنية للتجار والمهنيين بنشر سلسلة من المواضع من تأليف واعداد مناضلي النقابة.
و في هدا الاطار تتابع نشر سلسلة من مقالات للاخ 

الجرايفي محمد 


الموضوع التاسع



" إكراهات العمل التطوعي داخل النقابة "

قد يستغرب البعض ويتساءل كيف لمنظمة مهنية كالنقابة الوطنية للتجار والمهنيين تقوم جميع أشغالها على العمل التطوعي المجاني في خدمة المنتسبين للقطاع والدفاع عن مصالحهم على المستوى الوطني والمحلي .
فالجانب التطوعي يظل هو الأساس والقاعدة التي تقوم عليها النقابة وذلك بفضل تضحيات مناضليها سواء تعلق الأمر بالمسؤولين أو عامة المنخرطين ، فنكران الذات وتغليب المصلحة العامة في تمثيل المهنيين تظل أبرز السمات التي تقوم عليها النقابة في جل الملفات التي تشتغل عليها .
فمجهودات المناضلين وتضحياتهم هي التي مكنت النقابة الوطنية للتجار والمهنيين طيلة الأربعين سنة الماضية من الإستمرار والتواجد في كل ربوع الوطن عبر التنظيمات المحلية والإقليمية ، كما أن إسهاماتهم التطوعية في خدمة المنتسبين للقطاع ظلت دائما حاضرة دون محاولة منهم في البحث عن مقابل نظير جهدهم النقابي .
فقد إستطاعت النقابة الوطنية للتجار والمهنيين من خلال مناضليها الحفاظ على تواجدها وكيانها رغم الظروف الإقتصادية والإجتماعية الصعبة وقاومت كل المعيقات والمطبات التي إعترضت طريقها النضالي ، هؤلاء المناضلين الذين إشتغلوا في صمت وأعطوا الكثير لنا فمنهم من غادرنا لدار البقاء ومنهم من لايزال يعطي ويبدل الكثير في سبيل رفاهية التجار والمهنيين .
فإذا كان العمل التطوعي هو القاعدة والأساس الذي تقوم عليه النقابة في الدفاع عن مصالح المنتسبين للقطاع وحماية مصالحهم ، ومواكبة كل المتغيرات المتلاحقة ، ومواجهة التحديات والتضحية بالوقت والجهد والمال من أجل المنخرطين وعموم التجار ، فإن هذا لايعني أن النقابة لايمكنها البحث عن موارد مالية لتصريف أعمالها المتعددة من أجل ضمان خدمة أحسن للمهنيين .
فالجانب التطوعي داخل النقابة غالبا ما يتطلب مجهودات مادية وتفرغا حقيقيا لمتابعة ملفات المنتسبين للقطاع وذلك على حساب جيوب مناضليها وهو ما يفرض علينا جميعا التفكير في طريقة مقبولة للمزج بين العمل التطوعي المجاني وبين الحفاظ على أرزاق الناس دون الدفع بالمسؤولين نحو الإفلاس أو التضرر من خدمة المهنيين.
وإذا كان النضال النقابي تطوعيا وبدون مقابل فهذا لايعنى مطلقا أن يد النقابي لها الحق في البحث عن إمتيازات شخصية تحت مبرر مجانية العمل النقابي ، كما أنه ليس مسموحا لأحد في البحث عن مقابل مادي لنضاله داخل النقابة ، فلم تلزم النقابة يوما مسؤوليها بالتضحية بأموالهم في سبيل الدفاع عن مطالب المهنيين .
إن العمل النقابي التطوعي المحض ليس ضريبة نؤديها لأحد بقدر ماهو تطوع مجاني نخدم به بعضنا البعض ، كما أن هذا العمل النقابي ليس حرفة للإرتزاق والإغتناء، فالدفاع عن مصالح المهنيين دون الإضرار بالمصالح الشخصية للمسؤولين يظل هو الهدف والغاية.
كما يظل تعويض المسؤولين عن جميع المصاريف التي قد تواكب عملهم الميداني واجبا وضروريا وعلى النقابة أدائه لهم حفاظا على أرزاقهم ولعدم الدفع بهم نحو الإفلاس أو التماطل في متابعة الملفات الموكلين بتنفيذها .
إن تحملنا المسؤولية في الدفاع عن مصالح المنتسبين للقطاع سيبقى دائما تطوعيا ولم يلزمنا به أحدا وعليه ليس لنا الحق في التضحية من مالنا الخاص أو في إهمال تجارتنا من أجل خدمة الآخرين ، كما ليس لنا الحق في البحث عن مقابل مادي نظير خدمتنا للمهنيين أو في البحث عن إمتيازات أخرى تحت أية مبررات قد نسوقها لذلك .
سيبقى العمل التطوعي الإختياري هو الأساس ودون ذلك سيبقى إسترزاقا وإغتناء على حساب النقابة ، فالإشتعال داخل النقابة ليس بحرفة نمتهنها بقدر ما هي مؤسسة لخدمة مصالح المنتسبين إليها ،وكل من أراد مواردا مالية فما عليه سوى البحث عنها في مكان آخر خارج النقابة بفضل جهده وعمله الشخصي.
العدد القادم ، علاقة النقابة بالتنظيمات الأخرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق